بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
الحلقه الاولى
أعمال الشهيد الصدر تعكس آلام المجتمعات الإسلامية
أكد الشيخ "حسين علي المصطفي" أن تتبعنا لدراسات الشهيد محمد باقر الصدر ونتاجاته الفكرية يبين لنا بوضوح أن الشهيد لم ينتج مؤلفات تجريدية وإن أعماله تعكس آلام المجتمعات الإسلامية.
وقال الشيخ "حسين علي المصطفي" الذي ألّف كتاب "حاشية علي الحلقة الأولي من أصول الشهيد الصدر" ذلك لوكالة الأنباء القرآنية العالمية(IQNA)، مبينا أن التدقيق في مؤلفات الشهيد الصدر وخاصة في ثلاثيته "فلسفتنا" و"اقتصادنا" و"الأسس الفلسفية للإستقراء" يبين بوضوح العمق الفكري والفلسفي الذي كان يتمتع به هذا المرجع الإسلامي.
واضاف الشيخ المصطفي: إن هذه الكتب الذي كتبها الشهيد في زمن كان يشهد إصطداما حادا بين الفرق الإسلامية من جهة والإتجاهات الماركسية من جهة أخري تقدم صورة عصرية عن الإسلام مفندة بذلك المزاعم اليسارية حول قصور الإسلام وإرتجاعه وتشير إلي إحتكاك الشهيد الصدر بالواقع الفكري المسيطر علي زمنه.
وأبدي الشيخ المصطفي أسفه لعدم وجود شخص من المعاصرين يعرف تمام المعرفة آراء الشهيد الصدر قائلا: إن ما يعرفه الجيل المعاصر هو نبذة عن آراء الشهيد الصدر بقيت في الذاكرة العامة للعلماء وإننا لانعرف الكثير من آراءه التي من شأنها أن تحل الكثير من المشكلات التي نعانيها.
وأرجع الشيخ حسين المصطفي هذا الإهمال إلي ظاهرة مرضية يعاني منها الفكر الإسلامي وقال: إن السعي الي إحياء آراء الشهيد الصدر يقدم ضمانات لبقاء الأبعاد القرآنية وتمتين العلاقات بين المفكرين والمجتمع الإسلامي عبر واقع شارك في بناءه الرسول (ص) والأنبياء الآخرين.
وردا علي سؤال حول ضرورة تعرف الأجيال المعاصرة علي آراء الشهيد الصدر أجاب الشيخ المصطفي: إن الإمام عليا عليه السلام يقول في خطبة له "بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهورا وإما خائفا مغمورا لئلا تبطل حجج الله وبيناته وكم ذا وأين؟ أولئك والله الأقلون عددا والأعظمون عند الله قدرا، يحفظ الله بهم حججه وبيناته حتى يودعوها نظرائهم ويزرعوها فى قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة وباشروا روح اليقين وإستلانوا ما إستوعره المترفون وأنسوا بما إستوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى" مؤكدا أن الشهيد الصدر هو من حجج الله هذه التي ينبغي التعرف علي آراءها.
ورأي الشيخ المصطفي شبها بين حياة الشهيد الصدر وحياة الأنبياء وتابع القول: إننا لو تتبعنا حياة الأنبياء فسوف نري أن أحد همومهم الدعوة إلي التوحيد ومكافحة الكفار والمستكبرين وإننا نري نفس الإهتمامات في آراء الشهيد الصدر وحياته كما أن الشهيد الصدر وعلي غرار الأنبياء كان يبدي إهتماما واسعا بتربية جيل من المفكرين ليتقدموا بالمجتمع نحو الأفضل.
واردف الشيخ حسين المصطفي قوله: إن آية الله الصدر من قلائل الفقهاء الذين طرحوا آراء مهمة تحرك المجتمع الإسلامي حيث قدم رأيه في أن الإسلام معتقد شامل يستطيع قيادة الحياة الإجتماعية علي جميع المستويات والإجابة علي كل حاجات الإنسان في المجتمع المعاصر.
وصرح الشيخ المصطفي أن الشهيد الصدر قدم تحليلا موضوعيا للنظام الإمامي كما تراه الشيعة كما قام بتحليل الفكرة المهدوية تحليلا يتناسب مع حاجات العصر وفي إطار الحاجة الي وجود مصلح عالمي مقدما بذلك تفسيرا يستند إلي الواقع عن حالة المسلم الشيعي وما له وما عليه في النظام الإجتماعي الراهن من أجل القيام بخطوة في سبيل الحصول علي حكومة إسلامية.
وحول الآراء القرآنية للشهيد الصدر وإهتمام الشهيد بالبحوث القرآنية قال الشيخ المصطفي: إن الشهيد الصدر جعل الدراسات القرآنية علي سلم أولوياته ودعي إلي تفسير موضوعي للقرآن الكريم مقدما بذلك التعاليم القرآنية في حلة عصرية وأكثر حيوية كما أنه قام وخلال بحثه عن السنن التاريخية بربط السنن هذه بالحركات الإجتماعية والإرادة الإنسانية مما يدل علي سيطرته التامة علي الدراسات القرآنية.
وقال الشيخ حسين المصطفي: إن التأكيد علي إهتمام الشهيد الصدر بالتفسير الموضوعي ينبغي أن لا يوهمنا أن الشهيد لم يكن يؤكد النظرة الشاملة إلي القرآن الكريم حيث أن الشهيد كان يري أن القرآن يتضمن حلولا لكل مناحي الحياة البشرية ولكن الطريقة الصحيحة في تناول النص القرآني هو إرجاع القضايا المجتمعية إلي النص القرآني بغية الحصول علي إجابات شاملة لها.
* الشيخ "حسين علي المصطفي" أحد علماء حوزة القطيف العلمية في المملكة العربية السعودية ومن الباحثين في مجال الفكر الإسلامي ولد عام 1962 وأسس "دار المصطفي(ص) لتحقيق التراث" في مدينة قم المقدسة، كما شارك في تأليف "الموسوعة الإسلامية الكومبيوترية".
ومن مؤلفاته "حاشية علي الحلقة الدولي من أصول الشهيد الصدر" و"علوم الحديث بين النظرية والتطبيق" و"مطارحات في الدين والفكر والمجتمع" و"أسرار العبادات".
يتبع...