بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
الحلقة الثانيه
إن دراسة الحركات الإسلامية التي ظهرت في العقد الثامن والتاسع من القرن المنصرم ترينا أن كتب المفكر الإسلامي الشهيد محمد باقر الصدر ألهمت هذه الحركات
حيث أن الإحصاءات تبين أن مؤلفات الشهيد كانت الأعلي قراءة بين الحركات الإسلامية في تونس وذلك بعد المصحف الشريف.
هذا ما قاله الباحث السعودي الشيخ "حسين المصطفي" في القسم الثاني من حواره لوكالة الأنباء القرآنية العالمية(IQNA) ، مضيفا أنه وعلي الرغم من الخلافات الحادة بين الفكر الوهابي والفكر الشيعي إلا أن ثلاثية الشهيد الصدر وهي "فلسفتنا" و"اقتصادنا" و"البنك اللاربوي في الإسلام" تعد من أهم المصادر الدرسية في جامعات المملكة العربية السعودية مما يدل علي مدي نفوذ الفكر الصدري في العالم الإسلامي.
واردف الشيخ المصطفي قائلا: إن العمق الفكري لمؤلفات الشهيد الصدر والرصانة التي تتمتع بها آراءه جعلاه من أهم الشخصيات الفكرية التي شهدها العالم الإسلامي وبل والعالم أجمع، مبينا أن الشهيد الصدر كان نموذجا للفقيه الشيعي الملتزم الذي حاول حل القضايا التي يعانيها العالم الإسلامي بنظرة تتسم بشيء من الواقعية وهذا هو السر في تفاعل مؤلفاته مع الواقع والترحيب التذي لقيته في الأوساط الفكرية.
وأكد الشيخ المصطفي أن الشهيد الصدر نظّم علمي الفقه وأصول الفقه، مؤكدا أن الشهيد الصدر كان يعارض القراءة الراهنة لعلم الفقه وإنه سلك إتجاها خاصا في تدريس الفقه يتعارض مع ما هو موجود حاليا في منهج الكثير من العلماء التقليديين ومن سمات منهج الشهيد الصدر أنه يتفق تمام الإتفاق مع التطورات الجديدة خارج إطار الحوزات العلمية ويستجيب للحاجات الجديدة.
وأشار المصطفي إلي الإختلاف الموجود بين مبادئ التدريس لدي الحوزات العلمية والمبادئ المستند عليها في الجامعات والمراكز الأكاديمية وقال إن دراسة مختصرة من شأنها أن تبين لنا مدي الخلاف بين المؤسستين الجامعيتين ومناهجهما ويتجلي هذا العداء في سيرة الكثيرين من العلماء المجددين من أمثال الشهيد المطهري وعلي الرغم من هذا العداء إلا أن الشهيد الصدر قام بتأليف كتب في الفقه والأصول غيرت البنية الدراسية في الحوزات العلمية وأحدثت فيها تطورات نوعية.
وتابع هذا الباحث السعودي قوله: إن الهدف من كتابة الشهيد الصدر لهذه المؤلفات هو أن الكتب الفقهية كانت تعاني من قدم ومر عليها الزمن مما دفع الشهيد الي إنتقاد هذه الكتب مع إحترامها وإقتراح كتب تضيف إلي الفقه التطورات التي حدثت في القرون الأخيرة وتأكيد أن الفقه يحتاج الي جانب تطوير المصادر تطويرا في المناهج الدراسية مما يواكب التطورات المعاصرة.
وفي إشارة الي "البنك اللاربوي في الإسلام" قال الشيخ المصطفي: إن هذا الكتاب هو من أهم ما كتب في الفكر الإقتصادي الإسلامي ولقد جاء بسبب خلاف كلامي بين علماء الأزهر في مصر عقب إفتتاح صناديق التوفير ولكن بحوثهم لم تسفر عن شيء وربما جاء كتاب الشهيد الصدر للتصدي لهذا الخلاف ومحاولة رفعه مما جعل بعض المفكرين يصفون الشهيد بدنه كان أول منظر للحركات الإسلامية.
وأشار سماحته إلي مكانة السياسة في آراء الشهيد الصدر وقال: إن الشهيد الصدر كان يري أن الإسلام نظام متكامل يهدف إلي بناء حياة الإنسان في مختلف المجالات ولذلك فقد أولي الشهيد الصدر أولوية لهذا المجال وإن كتابيه "أسس الدولة الإسلامية" و"الإسلام يقود الحياة" هما تجل لآراءه السياسية ورؤيته لدور الإسلام في حل القضايا الإجتماعية والقيادة السياسية للمجتمع.
كما أشار هذا الأستاذ في حوزة القطيف العلمية في قسم آخر من الحوار إلي الخطاب الوحدوي للشهيد الصدر وأهمية التأكيد علي هذا الخطاب مبينا أن الظروف القاسية التي مر بها المجتمع العراقي والشهيد الصدر والتي أدت إلي إستشهاده دفعته إلي طرح ضرورة الخطاب الوحدوي بين مكونات المجتمع الإسلامي كطريق للخروج من الأزمة التي يعيشها المشلمون في شتي أنحاء العالم.
وختم الشيخ حسين المصطفي قوله: إن من الدهش حقا أن يستطيع رجل عاش أقل من خمسين عاما بهذا الحجم الواسع من العمل العلمي والسياسي والأخلاقي ويقدم الي العالم جيلا من العلماء يقدمون الي يومنا هذا الجديد الي المجتمع الإسلامي.
منقول من
شبكة القطيف الاخباريه